شيئان مهمان في الحياة، لا يمكن أن يستغني عنهما الإنسان، لكن لا يمكن أن يجتمعا في كل حال، إلا في حال يُسرٍ و ثراء، بشرط ألا يكون هناك ترف فاحش. من أجل الحصول على المال لا بُد من السعي و بذل الجهد، وقتا و تفكيرا و جسدا، و هذا البذل سيعرض الصحة لشيء من التعب و الخلل. و في الاهتمام بالصحة كاملة لا ينالها شيء من الجهد تعطيل لكسب المال، و هنا يكون الإنسان في حيرة من أمره.
تقبع المشكلة هنا في عدم وزن الأمرين، فهناك إفراط و تفريط، و بهما يكون الخلل و الزلل، و بذلك تتوارد العلل، لكن في وزن الأمور بميزان الحكمة و العقل تُحل كثيرا من المشاكل التي نعيشها في حياتنا، و التي منها مشكلة التوفيق بين كسب المال و مراعاة الصحة.
المال لا يحتاج إلى بذل الجهد الكبير من الإنسان من أجل تحصيله، خاصة إذا عرفنا بأن باب المال هو التفكير السليم في الحصول عليه. بل يحتاج إلى شيءٍ يسير من الجهد، و لكن في محله، لا مشتتا و لا ضائعا، أكثر أولئك الذين يصيبهم المرض بسبب العمل من أجل المال يعطون الأمور الصغيرة في العمل أكبر من حجمها الطبيعي، فيبذلون في العمل الصغير أضعاف ما يبذلونه في العمل الكبير، و هنا يقينا سيُصاب الإنسان بالمرض، و ربما الأمراض المزمنة.
يعظ بعض الناس بعضاً منهم بأن يهتموا بصحتهم، و ألا يهملوها من أجل تحصيل المال، و هنا يأتي سؤال لهم : حين يهتم الإنسان بصحته، و لا يبذل جهدا مناسبا للعمل، من أين سيحصل على المال؟. الشيء الأكيد هنا، أنه لا أحد سيقف معك و يبذل لك المال، لا في حال صحتك و لا في حال مرضك، و إن وقف أحد فلا يدوم وقوفه. لذلك من الخطأ أن نُكلِّف الإنسان ما لا يُمكن، و من الخطأ أن نمنعه من كسب المال من أجل عناية زائدة على صحته، و هذا الخطأ الثاني في جلب مشكلة عدم الوزن، لذا فالحل الأمثل أن يُعطى المال جُهده المناسب، و تُعطى الصحة قدرها المناسب.
تعليقات
إرسال تعليق